الخميس، 22 فبراير 2018
الأربعاء، 21 فبراير 2018
العصيدة اجيال جديدة...الموضوع كاملا من مجلة "مذاق خاص"
تفضّل.. أنت في السودان
(العصيدة)..
أجيال جديدة
حضارة الأمم تقاس بمعايير وأشكال متعددة، منها الغذاء، من
حيث مكوناته وطرق إعداده وطقوس تقديمه.
قديما قسّم الإنجليز أهل السودان من حيث نوع الغلة المستهلكة
جغرافياً إلى مناطق استهلاك الذرة، الدخن أو القمح أو البفرا في جبال النوبة وجنوب
السودان إلا أن طريقة التقديم تكاد أن تكون متشابهة لأنواع الطحين المنتج من جميع أنواع
هذه الحبوب التي تلتقي جميعها في كبر حجم الكمية أو الوصفة المستخدمة منها لكل وجبة،
بسبب موروث أهل السودان الضخم في الكرم والاحتفاء بالضيف وثقافة الكميات في البيت الواحد
الكبير الذي يسع العائلة الكبيرة بكل مكوناتها وامتدادات أجيالها عبر الزمن.
مع تطور الحياة وتغيُّر أسلوب الأجيال في العيش والتواصل
والعلاقات الاجتماعية لم يعد الأمر محتاجاً إلى نفس طريقة التقديم، لا سيما مع دخول
العامل الاقتصادي. كما أن الوجبات التقليدية نفسها المصنوعة من طحين الذرة أو الدخن
كـ(العصيدة) أو (اللُّقمة) لم تعد تقدم يومياً عند أهل المدن ويُحتفى بها مرة أو مرتين
في الأسبوع، لذا تزداد الحاجة إلى طرق جديدة في تقديمها توفيراً لميزانية الأسرة وتنظيماً
للاستهلاك.
مع حركة شعوب العالم تعارفاً وتعريفاً لثقافتها في كل أشكال
التواصل عبر الفعاليات المشتركة لأهل السودان مع الشعوب الأخرى سواء في داخل أو خارج
السودان، تزداد الحاجة إلى طرق تقديم للمائدة التقليدية السودانية لتتناسب مع المعطيات
الاقتصادية الكمية أو أذواق الشعوب الأخرى في تناول الطعام وطرق تقديمه عالمياً.
عندما يسافر الناس عادة إلى مكان جديد وثقافة جديدة، يكون
الهدف دوماً التعرّف على طعام ومائدة ذلك البلد لتذوق إرثه الثقافي، لأنه يمكن أن يكون
طريقاً مختصراً لتلخيص ثقافة ذلك البلد، لذا يكون الرجاء دوماً لكل زائر إلى السودان
أنه يود أن يأكل في مطعم يقدم وجبات سودانية، وهذه حقيقة يعلمها كل من له تعامل مع
العالم الخارجي.
في أغنى بلدان العالم بتنوعها الثقافي، وفي أقدم حضارات الدنيا،
مع خيارات لا نهائية من الموارد والخيرات، تزداد الحاجة لتقديم
خبرات للأسرة السودانية، أو من يلعبون أدواراً خدمية كممثلين لثقافة السودان في هذه
الخيارات من التشكيلات التي أعدتها (مذاق خاص) والشيف إسعاد إدريس العبيد..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)