الجمعة، 19 يوليو 2019
إمساكية قرينتش.. د. مها عبيد الله
إمساكـــــية قرينتش
د . مها عبيد الله
مجلة مذاق خاص- الفصل الثاني 2019
أول مالفتني وأنا أسطر هذه الخواطر في تذكر رمضان بمدينة الضباب هو تغير روزنامة الفصول في تلك البلاد البعيدة إذ عند وصولي قبل سنوات كان الآذان يحين عند الرابعة بتوقيت قرينتش ورويدا رويدا بدأ التوقيت يختلف حتى انتهى بنا الى العاشرة مساء والقاسم المشترك بين كل تلك الأزمنة هو قصر المدة بين الإفطار والإمساك مقارنة ببلادنا وبلاد المشرق الإسلامي عموما وهو امر يحتاج الي تدبر .
تبدأ بشريات الشهر الفضيل في بريطانيا بإنعقاد مجلس علماء المنتدى الإسلامي بلندن وإعلانهم أول أيام الصيام ثم يفصل المجلس الموقر إمساكية الشهر الفضيل والبرامج التربوية والدعوية بمساجد الجزيرة البريطانية ومراكزها الإسلامية لاسيما المسجد الكبير إذ تنتدب لهذه المناسبة كوكبة خيرة من العلماء والمقرئين من الأزهر الشريف لإحياء ليالي رمضان ولإقامة الدروس والمحاضرات الدينية والإجابة على اسئلة طلاب الفتوى تبصيرا لهم بأمور دينهم لاسيما الأسر والأطفال .
تسرج في رمضان أضواء المسجد الكبير وتقام فيه الإفطارات الجماعية التي تبدأ بتناول التمر وبعض العصائر المشكلة ثم وجبة الافطار التي غالبا ماتكون دجاج وأرز أو دجاج ولحم وهي وجبة شعبية تقريبا لكل البلاد العربية والإسلامية .. يبقى بعض الائمة حتى صلاة العيد وهو تقليد ينطبق على معظم مساجد بريطانيا لاسيما ريجنس بارك التي بها أكبر تجمع للعرب والمسلمين في لندن وتنشط في رمضان الجمعيات الخيرية فرمضان هو موسم جمع الزكاة كذلك .
التسوق في رمضان أغلبه في منطقة إيدجواررود حيث مراكز التسوق ( الحلال ) للمسلمين وأسرهم وبعض هذه المنتجات في رمضان تأتي تبرعا من الخيرين وفي ايدجواررود تجد ( الآبري ، والتبلدي ، والكركدي ) أما المشمش أو قمر الدين فهو مشروب رمضاني شعبي بكل الأقطار العربية والإسلامية . المجتمعات السودانية في بريطانيا تقيم دعوات للأسر والأصدقاء في البيوت في نهاية الأسبوع وهي مناسبة للتواصل حتى بين الأطفال والعائلات .
تختتم ليالي الشهر الفضيل بصلاة العيد في المسجد الكبير وهو مشهد جميل ومهيب إذ تتراص صفوف المصلين حتي تتجاوز صحن المسجد، وذات الطقوس الجماعية في إفطارات رمضان تمتد الى العيد وتأتي معظم الأسر بأطفالها محملة بالهدايا والتمر والحلوى لتبادلها مع الأصدقاء والمصلين وأحيانا ولكثرة أعداد المصلين تقام صلاة العيد بأكثر من توقيت.
ثمة تحديات تواجه المسلم المهاجر في بريطانيا التحدي الأول هو كيف يربط أسرته وأبناءه بقيم الشهر الفضيل عن طريق القدوة والسلوك المباشر ، التحدي الأهم هو تحدي .... كيف يوائم بين أداء الفريضة ومواصلة العمل في الدوام المعتاد دون أن يحس الأخر بأنك تعاني مشقة الصيام. يبقى تحدي الدقة في المواقيت وتخير الحلال الطيب من الطعام لك ولأسرتك ودمج أطفالك في معاني الصيام التي تشربناها فطرة من أبائنا وأمهاتنا في أوطاننا الأصلية
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وكل عام والجميع بخير .
مجلة مذاق خاص- عدد الفصل الثاني 2019
د . مها عبيد الله
مجلة مذاق خاص- الفصل الثاني 2019
أول مالفتني وأنا أسطر هذه الخواطر في تذكر رمضان بمدينة الضباب هو تغير روزنامة الفصول في تلك البلاد البعيدة إذ عند وصولي قبل سنوات كان الآذان يحين عند الرابعة بتوقيت قرينتش ورويدا رويدا بدأ التوقيت يختلف حتى انتهى بنا الى العاشرة مساء والقاسم المشترك بين كل تلك الأزمنة هو قصر المدة بين الإفطار والإمساك مقارنة ببلادنا وبلاد المشرق الإسلامي عموما وهو امر يحتاج الي تدبر .
تبدأ بشريات الشهر الفضيل في بريطانيا بإنعقاد مجلس علماء المنتدى الإسلامي بلندن وإعلانهم أول أيام الصيام ثم يفصل المجلس الموقر إمساكية الشهر الفضيل والبرامج التربوية والدعوية بمساجد الجزيرة البريطانية ومراكزها الإسلامية لاسيما المسجد الكبير إذ تنتدب لهذه المناسبة كوكبة خيرة من العلماء والمقرئين من الأزهر الشريف لإحياء ليالي رمضان ولإقامة الدروس والمحاضرات الدينية والإجابة على اسئلة طلاب الفتوى تبصيرا لهم بأمور دينهم لاسيما الأسر والأطفال .
تسرج في رمضان أضواء المسجد الكبير وتقام فيه الإفطارات الجماعية التي تبدأ بتناول التمر وبعض العصائر المشكلة ثم وجبة الافطار التي غالبا ماتكون دجاج وأرز أو دجاج ولحم وهي وجبة شعبية تقريبا لكل البلاد العربية والإسلامية .. يبقى بعض الائمة حتى صلاة العيد وهو تقليد ينطبق على معظم مساجد بريطانيا لاسيما ريجنس بارك التي بها أكبر تجمع للعرب والمسلمين في لندن وتنشط في رمضان الجمعيات الخيرية فرمضان هو موسم جمع الزكاة كذلك .
التسوق في رمضان أغلبه في منطقة إيدجواررود حيث مراكز التسوق ( الحلال ) للمسلمين وأسرهم وبعض هذه المنتجات في رمضان تأتي تبرعا من الخيرين وفي ايدجواررود تجد ( الآبري ، والتبلدي ، والكركدي ) أما المشمش أو قمر الدين فهو مشروب رمضاني شعبي بكل الأقطار العربية والإسلامية . المجتمعات السودانية في بريطانيا تقيم دعوات للأسر والأصدقاء في البيوت في نهاية الأسبوع وهي مناسبة للتواصل حتى بين الأطفال والعائلات .
تختتم ليالي الشهر الفضيل بصلاة العيد في المسجد الكبير وهو مشهد جميل ومهيب إذ تتراص صفوف المصلين حتي تتجاوز صحن المسجد، وذات الطقوس الجماعية في إفطارات رمضان تمتد الى العيد وتأتي معظم الأسر بأطفالها محملة بالهدايا والتمر والحلوى لتبادلها مع الأصدقاء والمصلين وأحيانا ولكثرة أعداد المصلين تقام صلاة العيد بأكثر من توقيت.
ثمة تحديات تواجه المسلم المهاجر في بريطانيا التحدي الأول هو كيف يربط أسرته وأبناءه بقيم الشهر الفضيل عن طريق القدوة والسلوك المباشر ، التحدي الأهم هو تحدي .... كيف يوائم بين أداء الفريضة ومواصلة العمل في الدوام المعتاد دون أن يحس الأخر بأنك تعاني مشقة الصيام. يبقى تحدي الدقة في المواقيت وتخير الحلال الطيب من الطعام لك ولأسرتك ودمج أطفالك في معاني الصيام التي تشربناها فطرة من أبائنا وأمهاتنا في أوطاننا الأصلية
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وكل عام والجميع بخير .
مجلة مذاق خاص- عدد الفصل الثاني 2019
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)