"مذاق خاص" غاليري
احتفاءً بالتنوع الإحيائي الذي وهبه الخالق العظيم لأرض السودان وإنسان السودان الوارث لخيرات هذه الأرض، وبعثاً للقيم الفنية التي تكمن في الموارد الطبيعية هبة النيل، جاء غاليري "مذاق خاص" لهذا العدد ليعكس عبر أستوديو اللوحات والرسومات أشكال وهيئات أسماك النيل بريشة المبدعتين التشكيليتين أميمة محمد عبد اللطيف ورندا يس، إذا نقلتا بحسهما المبدع تلك الصور الأرشيفية الوثائقية للعينات والأنواع من خانة النماذج العلمية الإيضاحية إلى لوحات فنية مكتملة الأبعاد.
الصورة والوثيقة:
حصلت "مذاق خاص" عبر أرشيف مكتبة السودان على هذه الاسكتشات الإيضاحية لأنواع الأسماك المسجّلة بين يدي سودان الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ولم تكن تلك الأنواع تتجاوز في الفترة من منتصف العشرينيات إلى نهاية الخمسينيات ستة عشر نوعاً، ضاعفها إلى أكثر من ثلاثمائة عينة الباحث الهندي سلمان سوندرلال سينغ الذي جيء به لإعادة رسم المصائد في مركز الشجرة، وأجرى بحوثاً واسعة حتى في الأسماك غير النيلية (أسماك الرهود والميعات في إقليم كردفان)، وصارت لاحقاً هذه المسوحات مرجعاً لقوائم العينات والأنواع.
النيل.. لماذا؟
تلاحظ أن الباحثين والخبراء اهتموا بأسماك النيل، ولم ترد إلا شذرات قليلة عن أسماك البحر الأحمر، ومع وجود مساحات ساحلية ممتدة كبيرة إلّا أن معظم الدراسات تركّزت في بحث الفرص والمصائد على النيل، وعبّر عن ذلك "توماس هانز" في "رسائل ومدّونات". يمتلك السودان وفرة لا تُضاهى في مصادر المياه العذبة الجارية، ويشكّل النيل أكبر امتداد في الرقعة الجغرافية من منبعه في حدود جغرافيا السودان عابراً المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية والسافنا والصحراء إلى حدود مصر، فضلاً عن الروافد والنهيرات التي تصبّ في مجراه الرئيس.. لأجل ذلك تضاعف الاهتمام بأسماك النيل دون غيرها من الأنواع الموجودة أو المحتملة في مصادر أخرى.
الرأس وشكل الذيل:
البحث البصري الذي قامت به الفنانتان أميمية عبد اللطيف ورندا يس اعتمد على النماذج الإيضاحية التقريبية للمخطوطة البيولوجية لهيئة السمكة ومحيطها البيولوجي، وعلماء الأسماك يعتقدون أن ما يميّز الأنواع ويخلق بينها الفرق هو "شكل الرأس والذيل"، بجانب عوامل أخرى ثانوية كحجم وشكل زعنفة الظهر وسعات الخياشيم وطبيعة الملمس الخارجي، ونوع البيئة والغذاء الذي تعيش في محيطه الأسماك.
الخياشيم :
تحدد نسبة وجود السمكة في غور النهر أو عمقه إذا ما كانت تعيش على السطح أو في أعماق بعيدة، وهذه مسألة مهمة في تحديد مواقيت وأدوات الصيد المستخدمة لكل نوع.
الأسراب:
تتحرك بعض الأنواع أو المجموعات في شكل أسراب وجماعات بعكس بعض الأنواع التي تتحرّك بشكل فردي أو ثنائي، وحركة الأسراب تسهّل الصيد عن طريق الشباك، والأسماك فردية الحركة تكون شبه برمائية وتعيش في أماكن الإطماء، ومعظمها من فصائل الأسماك الثعبانية كالقرقور وأم كورو، وبعض الأنواع يتغذى على كائنات موجودة في المياه الراكدة.
طرائق نحو المائدة:
كما تختلف الأسماك في مكوناتها الغذائية ورسومها البيولوجية، تختلف كذلك طرق إعداد أطباق الأسماك بين المقلي والمملّح والمخمّر كالفسيخ والملوحة والتركين، بعضها يُطهى بالبصل كالقرقور، وشوربة الأسماك معروفة بفوائدها الغذائية، كما أن تقنية التمليح والتخمير تعدّ من التقنيات القديمة في حفظ الأطعمة عرفتها الحضارات السودانية منذ قرون.
مجلة "مذاق خاص"
مجلة التغذية والصحة الاولي في السودان
عدد الفصل الثالث 2019
احتفاءً بالتنوع الإحيائي الذي وهبه الخالق العظيم لأرض السودان وإنسان السودان الوارث لخيرات هذه الأرض، وبعثاً للقيم الفنية التي تكمن في الموارد الطبيعية هبة النيل، جاء غاليري "مذاق خاص" لهذا العدد ليعكس عبر أستوديو اللوحات والرسومات أشكال وهيئات أسماك النيل بريشة المبدعتين التشكيليتين أميمة محمد عبد اللطيف ورندا يس، إذا نقلتا بحسهما المبدع تلك الصور الأرشيفية الوثائقية للعينات والأنواع من خانة النماذج العلمية الإيضاحية إلى لوحات فنية مكتملة الأبعاد.
الصورة والوثيقة:
حصلت "مذاق خاص" عبر أرشيف مكتبة السودان على هذه الاسكتشات الإيضاحية لأنواع الأسماك المسجّلة بين يدي سودان الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ولم تكن تلك الأنواع تتجاوز في الفترة من منتصف العشرينيات إلى نهاية الخمسينيات ستة عشر نوعاً، ضاعفها إلى أكثر من ثلاثمائة عينة الباحث الهندي سلمان سوندرلال سينغ الذي جيء به لإعادة رسم المصائد في مركز الشجرة، وأجرى بحوثاً واسعة حتى في الأسماك غير النيلية (أسماك الرهود والميعات في إقليم كردفان)، وصارت لاحقاً هذه المسوحات مرجعاً لقوائم العينات والأنواع.
النيل.. لماذا؟
تلاحظ أن الباحثين والخبراء اهتموا بأسماك النيل، ولم ترد إلا شذرات قليلة عن أسماك البحر الأحمر، ومع وجود مساحات ساحلية ممتدة كبيرة إلّا أن معظم الدراسات تركّزت في بحث الفرص والمصائد على النيل، وعبّر عن ذلك "توماس هانز" في "رسائل ومدّونات". يمتلك السودان وفرة لا تُضاهى في مصادر المياه العذبة الجارية، ويشكّل النيل أكبر امتداد في الرقعة الجغرافية من منبعه في حدود جغرافيا السودان عابراً المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية والسافنا والصحراء إلى حدود مصر، فضلاً عن الروافد والنهيرات التي تصبّ في مجراه الرئيس.. لأجل ذلك تضاعف الاهتمام بأسماك النيل دون غيرها من الأنواع الموجودة أو المحتملة في مصادر أخرى.
الرأس وشكل الذيل:
البحث البصري الذي قامت به الفنانتان أميمية عبد اللطيف ورندا يس اعتمد على النماذج الإيضاحية التقريبية للمخطوطة البيولوجية لهيئة السمكة ومحيطها البيولوجي، وعلماء الأسماك يعتقدون أن ما يميّز الأنواع ويخلق بينها الفرق هو "شكل الرأس والذيل"، بجانب عوامل أخرى ثانوية كحجم وشكل زعنفة الظهر وسعات الخياشيم وطبيعة الملمس الخارجي، ونوع البيئة والغذاء الذي تعيش في محيطه الأسماك.
الخياشيم :
تحدد نسبة وجود السمكة في غور النهر أو عمقه إذا ما كانت تعيش على السطح أو في أعماق بعيدة، وهذه مسألة مهمة في تحديد مواقيت وأدوات الصيد المستخدمة لكل نوع.
الأسراب:
تتحرك بعض الأنواع أو المجموعات في شكل أسراب وجماعات بعكس بعض الأنواع التي تتحرّك بشكل فردي أو ثنائي، وحركة الأسراب تسهّل الصيد عن طريق الشباك، والأسماك فردية الحركة تكون شبه برمائية وتعيش في أماكن الإطماء، ومعظمها من فصائل الأسماك الثعبانية كالقرقور وأم كورو، وبعض الأنواع يتغذى على كائنات موجودة في المياه الراكدة.
طرائق نحو المائدة:
كما تختلف الأسماك في مكوناتها الغذائية ورسومها البيولوجية، تختلف كذلك طرق إعداد أطباق الأسماك بين المقلي والمملّح والمخمّر كالفسيخ والملوحة والتركين، بعضها يُطهى بالبصل كالقرقور، وشوربة الأسماك معروفة بفوائدها الغذائية، كما أن تقنية التمليح والتخمير تعدّ من التقنيات القديمة في حفظ الأطعمة عرفتها الحضارات السودانية منذ قرون.
مجلة "مذاق خاص"
مجلة التغذية والصحة الاولي في السودان
عدد الفصل الثالث 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق