الأحد، 23 فبراير 2020

مجلة "مذاق خاص" السياسة التحريرية ..الواقع والتحديات

مجلة "مذاق خاص"
السياسة التحريرية ..الواقع والتحديات

ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ لمجلة "ﻣﺬاق ﺧﺎص " إن ﻣﻦ أﻫﻢ واﺟﺒﺎﺗﻨﺎ لمقابلة اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟتغذية واﻟﺼﺤﺔ، ﺗﻘديم ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﺳﺮة اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت المتعاظمة ﻓﻲ ﻧﻘﺺ اﻟﻐﺬاء واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮار، وذﻟﻚ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﺤﻮاﻫﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻷنماط اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ المتوائمة ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ إﻧﺘﺎﺟﺎ ومعالجة وحفا، وﺗﻘديها ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺤﻘﻖ اﻟﻮﻓﻮرات المختلفة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ  وﻳﺮاﻋﻲ ﻇﺮوف المستهلكين المختلفة.. وﻫﻲ واﺟﺒﺎت ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻬﺪدات اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻨﺸﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﻌﻼج، ومواجهة ﻣﻨﻐﺼﺎت الحياة اﻟﺴﻌﻴﺪة اﻟﻜريمة.
ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻃﺮﻳﻖ العدد الاخير وﺟﺪﻧﺎ أﻧﻬﺎ تحتاج مراشد ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻐﻼل ﺗﺎﺻﻴﻼ وﺗﺎﺛﻴﻼ ﻓﻬﻮ اﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮؤﻳﺔ...

ﺳﻌﺖ أﺳﺮة التحرير في ﻫﺬا اﻟﻌﺪد المتميز ﺿﻤﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﺳﺘﻜﺘﺎب واﺳﻌﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻬﺘﻢ بمآثر ﺳﺒﻖ اﻟﺴﻮدان ورﻳﺎدﺗﻪ وﻛﻞ ﻣﺴﻜﻮن ﺑﺮوح الحياة اﻟﺴﻮداﻧﻴﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ.. ارﺛﻬﺎ الحضاري والمجتمعي ؛ ﻳﺠﺪ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻜﺮيم هذه المساهمات ﻣﺒﺴﻮﻃﻪ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﻌﺪد الاخير ، منها ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻌﻼﻣﻪ اﻻﻛﺒﺮ المحقق:
د. ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﻣﻌﺮوﺿﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺼﻞ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﺴﻮدان ﺑﺤﺎﺿﺮه..

مجلة "مذاق خاص"
2020

الكسرة ومائدة الشمس د. جعفر مرغني مجلة "مذاق خاص"

الكسرة ومائدة الشمس
 د. جعفر مرغني
مجلة "مذاق خاص"
   روى هيردوت أبو التاريخ منذ القرن الخامس قبل الميلاد:   
     لما أستولى "قابوس" ملك الفرس على مصر في القرن السادس قبل الميلاد أرسل جواسيسه على هيئة سفارة دبلوماسية إلي مروي ليأتوه بأخبار السودان، خاصة ما تسامع به الناس عن وجود مايسمى "مائدة الشمس" في تلك المدينة السودانية العتيقة. فلما رجع إلي "قابوس" سفراؤه كان مما حدثوه به عن مائدة الشمس" أنها ساحة بظاهر البلد يحرص "الفقهاء" على ملئها بأطباق من صنوف الطعام واللحم المسلوق ليقدم لمن كان بحاجة أو شاءت ظروفه أن يغشاها. فيأكل الناس بغير حساب.
   كان حرياً بالملك الفارسي أن يثير إعجابه مثل ذلك الخبر، فالفرس أهل تدبير وترشيد للصرف ينظرون لكثير من وجوه الكرم المبالغ فيه على أنه خرق وتبذير كما أشار الجاحظ. كما كان خليقاً بكتاب الغرب منذ القرن الثاني للميلادي إلي "هيرن" في القرن التاسع عشر أن يقفوا بين مشكك رواية هيردوت وبين محاول أن يجد تفسيرأً لظاهرة المائدة تقبله أوربا. وقد عز عليهم أن يفهموا كيف يجمع الفقهاء مئات الروؤس من النعم ثم يقدموها طعاماً بغير حساب. كما ظن هيرن أنه ضرب من التجارة الصامتة. يوضع الطعام ليضع من يأكله عوضاً عنه من الذهب والعاج وماشابه. ولعل تولي "الفقهاء" للمهمة هو الذي جعل رجلاً مثل هيرن يذهب إلي ماذهب إليه. لكن كلام هيردوت واضح الابانه عن أن المائدة كانت مفتوحة لمن شاء ولم يقل انها لمن يحضر صنوف التجارات.
         الذي حفظه هيردوت رواية عن سفراء "قابوس" منذ القرن السادس قبل الميلاد في شأن "مائدة الشمس" بمدينة مروي القديمة قد يفهمه جيداً من درس تاريخ السودان الاجتماعي ووعى مادونه صاحب الطبقات وغيره ممن عاصروا عهوداً كان لا يزال السودان فيها أرضاً بكراً  ماغزاها فاجتاحها غريب. فمثل هذه الموائد المفتوحة التي يتولاها الفقهاء كانت تسير جنباً إلي جنب مع رسالتهم التعليمية ومن هنا يكرر  صاحب الطبقات في حق من يؤرخ لهم من رجال التربية والتعليم:- أن فلاناً أو فلاناً " أوقد نار العلم ونار الكرم"، ولا يختلف الوصف عن ما جاء به هيردوت من أنها ساحة واسعة في ظاهر البلد حيث تقوم الخلوة وأنها تستقبل الوراد من كل لون فيطعمون بلا حساب.
     قال في ترجمة الشيخ ادريس ولد الارباب " يقال أن قُداحته التي يقدم فيها الطعام بلغت ستين قدحاً والكسرة مديدة يسوطها الفقراء ومعهم الخدم في البرام شادين في وسطهم المناطق (يعني متحزمين). وفي ترجمة الشيخ حسن ولد حسونة والشيخ بدوي أبودليق أطراف من ذلك. لكن أطرف الحديث ما يرويه صاحب الطبقات في ترجمة "مازري بن التنقار" من أنه سأل شيخه ادريس ود الأرباب عن اسم الله الأعظم. فقال له: حتي يحضر حمد ولدي اديك ما سألتني منه. قال فلما جاء حمد قام الشيخ ادريس استند عليه وعلى مازري – وكان تقدمت به السن- ومشي بينهما حتى دخل بيت النار فوجدوا فيه الحريم الخدم والفقرا ناس الطريق شادين المناطق يسوطوا الكسرة في البرام الضيفان فقال الشيخ ادريس لمازري "وحات الله وحات الرسول ماعندي اسم غير هذه المديدة!
            قال في ترجمة الشيخ عبدالرازق أبوقرون " وكان رضي الله عنه يحث على الكرم ويقول: الكسرة اسم عظيم. ودرع حصين وحجة بلا قسا. وولاية بلا تعب. اليغَلبِو الصيام والقيام اليدٌي الكسرة. وكان يقول: قمنا حتى انضنيننا. وعبدنا حتى انحنينا ما لقينا حتى مُدت يدينا" يعني بالعطايا.
       كان هذا الرزق المبذول يأتي بعد مال الشيخ الخاص من مصدرين: ما تعطيه السلطنة وكانوا يسمونه " الجاه" ويقولون "جوهه" أي أعطاه السلطان كذا وكذا.
   ثم ما يجود به المواطنيين على وجه الهدية ويسمونه "الزيارة" وفي بعض ما يروي صاحب الطبقات من أن الشيخ محمد ودفايد حوار الشيخ ادريس كان يقدم كل عام لزيارة الشيخ من البحر المر وتحضر معه قبايل الشرق عرب أُكد وعرب التاكه وغيرهم يجو دافرين مثل قبايل جهينة في الكثرة منهم من شايل العسل ومنهم من شايل القماش ومنهم من معه الرقيق والابل كل واحد على قدر قدرته. في قصص غير هذه ومع مشايخ أخرين تشهد بتضافر جهود الفقهاء والدولة والشعب في الحفاظ على هذه العادة الأصيلة التي وجدنا أقدم تسجيل لها عند هيردوت منذ القرن الخامس قبل الميلاد فكان تواردهم عليها ناطقاً بمعنى قول لبيد:
من معشر سنُت لهم آباؤهم  **  ولكل قوم سنة وإمامها
حتى تعلَم الناسُ الكنز مع الثراء، والتكسُب بالغلا، وحرمان الفقراء فسبحان مغير الأحوال!
مذاق خاص - 2020
مجلة التغذية والصحة الاولي في السودان

عواسة الكسرة قديماً وحديثا مجلة ""مذاق خاص"

عواسة الكسرة قديماً وحديثا
مجلة ""مذاق خاص"                                                                                                                                                                           مطبخ الشيف إسعاد العبيد
يطلق أهل السودان على الذرة المطحونة بعد إضافة الماء "العجين"، وتختلف مسمياتها في أطوار الصناعة المختلفة بعدة مسميات:
الحالة الأولى: العجين     
قبل أن يخمر يسمى "عجين فطير"
الحالة الثانية: الروّاب
يجزأ فيها العجين إلى كميات صغيرة
الحالة الثالثة: الخمارة
 يخمر العجين في آنية فخارية تسمى الخمارة، وتحولت بمرور الزمن إلى معدنية ويتحول فيها إلى مادة شديدة التركيز، يؤخذ منها للعواسة وهي عملية الصناعة نفسها لإعداد رقائق الكسرة، وهي الخبز الأصلي لأهل السودان وتسمى في مناطق بـ"الرهيفة" وذلك لقوامها الخفيف، بجانب الاشكال الاخري "العصيدة" أو "اللقمة"
التخمير:
تخمير العجين درجات
خمارة التُّكل:
تكون درجة التخمير فيه شديدة المرارة ويعرض لأشعة الشمس خارجياً ويوضع أحياناً على سطح العريشة (الراكوبة)، وفي الغالب تقوم النساء بعملية التخمير من بعد صلاة المغرب وتستمر حتى الصباح
خمارة "الضرا" أو "الراكوبة:"
ينقل منها نسبة من خمارة التُّكل ويضاف لها المزيد من الدقيق الفطير تمهيداً للعواسة. وعادة المتبقي من خمارة "الضرا" يعادُ إلى مزيج خمارة التُّكل
معينات العواسة
الصاج (صاج العواسة):
كان في الماضي من معدن الحديد أو الفولاذ، وقديماً من الفخار، ولتجهيزه يمر بثلاث حالات من المعالجة التجريبية حتى يكون مصقولاً للعواسة وتسمى هذه المراحل التجريبية بتحميس الصاج بطرق عدة تختلف من منطقة لأخرى. وقديماً كان يعالج أيضاً صاج الفخار (الدوكة) أو (القلب) بعدة مراحل من التجربة حتى يكتسب اللون المحروق، أولها عجين الذرة مخلوطاً باللوبياء والعطرون الذي يساعد في إغلاق مسام الفخار، ثم في مرحلة ثانية يحمس بالعجين بعد إضافة الحلبة إليه بسبب أنها تجعل الصاج زلقاً مما يسهل عملية رفع الكسرة من الصاج عند الاستواء.
في الماضي، كانت تنعقد جلسات وطقوس نسائية لهذا الأمر، وغالباً ما تصاحب هذه الطقوس انتقال الزوجة أو العروس من بيت أصهارها "أهل زوجها" إلى منزلها الخاص، وعادة ما يكون ضمن الطقوس (كرامة) الانتقال إلى البيت الجديد مع الأثاث الجديد، وذلك بذبح حيوان صغير وضيافة الشاي والقهوة وتسمى هذه الطقوس بكرامة (بيت العدل)
المعراكة.. التملا:
قطعة من القماش القطني لمسح الصاج عند الانتهاء من عواسة كل قطعة من الكسرة وتسمى (الطَّرَقة) وتجهيز سطحه لخبز طرقة أخرى، وتوضع القطعة في علبة أو إناء من الألومنيوم (كورة) وقد يكون هناك أكثر من قطعة بأحجام مختلفة.
علبة الطايوق:
يوضع فيها قليل من نخاعات الحيوان أو ما يعرف بـ"الطايوق"، وهي تستخدم لمسح سطح الصاج تسهيلاً للعواسة، وهي من موروث أهل السودان في تقديم حلول صحية وطبيعية لأجزاء محددة من الحيوان للقيام بما يلزم دون ترك أثر، حيث يلاحظ أن الرائحة لا تظهر في طعم أو مذاق ونكهة الكسرة
وله عدة استخدامات:
يحفظ فيه نخاع الحيوان (الطايوق))-
 -تُستخدم العلبة كمحدد لحواف طرقة الكسرة تسهيلاً لرفعها من الصاج           
الطايوق نوعان:
طايوق عتيق: هذا النوع فيه درجة أقوى من التخمير ويستخدم دائماً لتسليك الصاج في حال أن تكون أنواع الذرة ثقيلة كالفتريتة والدبر لأن قوام العجين يكون أكثر سماكة، ويقال عند العواسة إن الصاج (يكرن)، فيحتاج إلى الطايوق العتيق الذي يسهل من عملية العواسة.   
طايوق عادي: يستخدم في الأنواع خفيفة القوام من الذرة التي لا تشهد صعوبات في العواسة كذلك يستخدم في عواسة الفطير.
القرقريبة:
تسمى في النوبية (كلو) أي المدية، وهي أداة من أدوات صناعة الكسرة، وهي التي تقوم بفرد العجين على الصاج بنسب متساوية ومتناسقة في السمك على طريقة النسيج، وهي أداة نباتية من الطبيعة تستخرج من أشجار النخيل أو الدوم وتقطع إلى قطع صغيرة تتناسب مع استخدام اليد وتعتق قبل الاستخدام في مزيج من القرض والصمغ والملح مع الماء، وتدفن في حفرة في الأرض على نفس طريقة دباغة الجلود، وتسمى هذه العملية دباغة القرقريبة، ويقال إن أول من فكر في هذه الطريقة هن نساء بربر.
تحذير: تحذر مجلة "مذاق خاص"" ربات البيوت او صانعات الكسرة من تنامي ظاهرة خطيرة وغير صحية وهي استخدام البطاقات البلاستيكية بدلا عن القرقريبة الطبيعية ولايخفي علي الجميع اثار التفاعلات الكيمائية للبلاستيك مع الحرارة وارتفاع معدلات امراض بعينها في الاونة الاخيرة.
المغرافة أو الحنونة:
وهي قرعة صغيرة الحجم للغاية وتستخدم في مناولة العجين وسكبه في صاج العواسة
الطبق:
ويسمى أيضاً (طبق الإيد) فإذا كانت المرأة تستخدم يدها اليمنى بوضع عن يسارها والعكس، لذا سمي بهذا الاسم ليكون في متناول اليد وهو الذي يوضع فيه المنتج النهائي للعواسة "الكسرة"، ومن مواصفاته أن يكون (غريق) أي ليس مسطحاً تحفظ فيه الكمية الأكبر  من الكسرة قبل الأكل وتناول الطعام
يصنع الطبق عادة من سعف شجرة الدوم وهو طبق غير مزين كحال أطباق المائدة الأخرى التي تكون مزينة لأن استخدامه داخلي، وتكون معه عادة قطعة من الدمور وغطاء يحافظ على طبيعة الكسرة حتى لا تجف كما يغطى أيضاً بمشمع أو غطاء معدني.
البنبر:
مقعد لجلوس السيدة التي تقوم بعملية العواسة وصناعة الكسرة ويكون ارتفاعه في مستوى الصاج حتى يكون الوضع مريحاً للقيام بالمهمة، وقديماً كان يصنع من الخشب والحبال مثل العناقريب، مع التطور صار يصنع من الحديد والبلاستيك أو الأنواع الأخرى الحديثة، ويكون معه المقعد أو الطاولة الصغيرة التي يوضع عليها طبق العواسة.
الطرقة (بكسر الطاء):
قطعةٌ من قماش القطن البارد تستخدم لتجفف العرق وهي بمثابة منديل كبير الحجم، وذلك لسخونة أجواء العواسة وارتفاع حرارة المكان والدخان المنبثق من حريق الخشب أو الفحم، وذلك لأن الوقود المستخدم كان في الغالب كُتل الأشجار أو ما تيسر عند الاحتطاب وتطور إلى الفحم النباتي. ومن الأشياء التي تعطي الكسرة طعماً ونكهة طيبة في الماضي نبات الطرفة، وحتى إذا كانت هناك أنواع أخرى للحريق يضاف هذا النوع لأنه يعطي الكسرة نكهة طيبة.
مع تطور الحياة اصبحت هناك خيارات اسهل من العواسة التقليدية للكسرة رغم محافتها علي وضعها بظهور صاجات الغاز والكهرباء وانتشارها وملائمتها لانماط السكن الجديدة واسلوب الحياة وكذلك يوضع بالعجين داخل الثلاجة في حالة عدم الاستخدام اليومي للاحتفاظ به في حالة جيدة عند العواسة بعد ايام وهو امر جيد مع صعوبات الحياة وارتفاع تكاليفها والاهم راحة البال صحيا وغذائيا.
مذاق خاص
مجلة الغذاء والصحة الاولي في السودان
2020

السبت، 8 فبراير 2020

التوازن الغذائي دليل الصحة مع الذرة البيضاء... د.مها عبيد الله مجلة "مذاق خاص"

التوازن الغذائي
 دليل الصحة مع الذرة البيضاء... د.مها عبيد الله
مجلة "مذاق خاص"
إذا كنت ممن لا يقدرون على مزاولة الرياضة البدنية فخيارك الحمية الغذائية
نصيحتي لك أن تضيف الذرة المسلوقة بيضاء كانت أم صفراء إلى جدول غذائك الصحي.
الذرة البيضاء أو كما يطلق عليها الذرة الرفيعة هى حبوب خالية من الجلوتين أو الغلوتين، والجلوتين هو مركب بروتيني موجود بشكل طبيعي في كثير من الحبوب كالقمح والشعير وهو المسئول بالدور الأول عن معظم الآثار الصحية السلبية، أما التشابه في الإسم بين الجلوتين والجلو أو مايعرف بالغراء مرتبط في خاصية اللزوجة و قوة التماسك هذه الخاصية تمنح العجين قوام متماسك مرن سهل التشكيل وهذا سبب رئيسي يجعل أنواع الحبوب المحتوية على الجلوتين أكثر استهلاكا" وتداولا" بسبب مجالها الواسع في عمل المخبوزات المختلفة.
تعتبر مادة الجلوتين مضرة ولكن لبعض الأشخاص كالذين لديهم حساسية من الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة فقد تحدث لديهم إستجابة مناعية قد تضر بالإمعاء وينتج عن ذلك عدم إمتصاص للعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم (أرجع إلى العدد الثاني من المجلة / العناصر الغذائية)، كذلك يتسبب الجلوتين في إضطرابات الجهاز الهضمي كالقولون المتهيج، كما وتحتوي حبيبات الجلوتين على نسبة عالية من النشويات والسكريات التي بسهولة يمكن تخمرها بواسطة البكتريا المعوية.
الذرة البيضاء حبوب غنية بالنشا والسيليلوز والألياف الغذائية كما وتحتوي على العناصر المعدنية كالحديد، الكالسيوم، الفسفور والمغنيسيوم وهى عناصر ضرورية في بناء انسجة الجسم ونشاطاته الحيوية وديمومة صحته، كما وتحتوي هذه الذرة على الفيتامينات كفيتامين أ ، فيتامين ج  وايضا" فيتامين ب المركب بما في ذلك حمض الفوليك، كذلك تحتوي على الزيوت والعديد من الأحماض الدهنية.
الفوائد الصحية:
1. تساعد الذرة البيضاء في تطهير جسم الإنسان من السموم بتقليل نسبة الكوليسترول الضار وتخليص الجسم من الفضلات.
2. تساعد في إستقرار ضغط الدم والحد من إرتفاعه عن المستوى الطبيعي.
3. تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.
4. تساعد في تخفيف المغص الكلوي كذلك تساعد في منع الإصابة بحصوات الكلى وذلك لأنها تلعب دورا" مهما" في تنظيف الكلى وتطهيرها، كما وأنها تعتبر من الأغذية الأساسية المدرة للبول ومنع إحتباس السوائل داخل أنسجة الجسم.
5. تساعد في تقليل إحتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطانات كسرطان القولون فهى تعتبر من أفضل المواد الغذائية المهدئة للقولون.
6. تساعد في تعزيز الجهاز المناعي للجسم برفع مناعته ضد الإصابة بكثير من الأمراض.
7. تساعد في تزويد الجسم بالطاقة ومنحه النشاط والحيوية.
8. تساعد في تهدئة الآلام والإلتهابات.
9. تساعد في تقوية العظام والأسنان وذلك لإحتوائها على عنصر الكالسيوم وتلعب دورا" فعالا" في منع الإصابة بهشاشة العظام، كما وأنها تساعد في علاج إلتهابات وآلام المفاصل وتهدئة أعراض النقرس.
10. تمنح الإحساس بالشبع وما يصحبه من تنقيص في الوزن مع الفائدة الغذائية العائدة للجسم مما تحتويه من المواد الغذائية التي سبق ذكرها أعلاه.
11. دقيق الذرة البيضاء يعالج البثور وحروق الشمس.
وأخيرا":
إليك سيدتي الجميلة دقيق الذرة البيضاء يمنح بشرتك النضارة والحيوية، فمثال لمستحضرات الذرة البيضاء الدلكة السودانية من تراثنا الأصيل، كما ويمكنك ايضا" الإستفادة من خلط دقيق الذرة البيضاء مع الفواكه الطبيعية أو الخضروات لعمل ماسك للوجه وأيضا" لدلك البشرة فذلك يغنيك عن المستحضرات الكيمائية الحارقة التي تعمل على ضرر بشرتك.
مذاق خاص 2020
مجلة الغذاء والصحة الاولي في السودان