اضواء علي قضية اللحوم الوفرة والوفورات
الاستثمار في تسمين الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء بالسودان
بروفيسور عمر عبد الرحيم الخضر
عدد الفصل الثاني 2018
مقدمة:
قطاع الثروة الحيوانية بالسودان يمتلك (105.4) مليون رأس من الماشية (أبقار + أغنام + ماعز + جمال) تقدر بحوالي (43) مليون وحدة حيوانية (الوحدة الحيوانية = 250 كجم). وهذا القطاع تقريباً يعيش في ظروف تقليدية يعتمد فيها أساساً على المراعي الطبيعية، وما يتوفر له سنوياً من الأعلاف من المصادر المختلفة تقدر بحوالي (108.1) مليون طن (أنظر الشكل أدناه)، علماً بأن القطاع يحتاج فعلياً تقريباً إلى (122.5) مليون طن. وعليه، فإن النقص السنوي يقدر بحوالي (14.4) مليون طن من الأعلاف.. لذلك السلالات المختلفة من الماشية السودانية من الناحية الغذائية وأيضاً التربوية لم تتح لها الفرصة الحقيقية لتوضيح كوامنها الوراثية الإنتاجية خاصة في مجال التسمين وإنتاج اللحوم الحمراء. وحسب التجارب العديدة التي أجريت لتسمين العجول من أنواع البقارة والكنانة والبطانة فإنها ذات إنتاجية جيدة بالرغم من أنها تؤخذ من أسواق الماشية للتسمين. أما الأغنام السودانية من الحمري والكباشي والدباسي والبلدي فإنها ذات إنتاجية ممتازة مقارنة بالسلالات العالمية خاصة إذا تم انتخابها وتربيتها من الميلاد وحتى الفطام ثم التسمين بالطرق العلمية الصحيحة. فوزن الميلاد للحمل يتراوح بين (3) إلى (6) كجم، والوزن النهائي لتسمين الحملان حوالي (40) كجم في عمر لا يتجاوز الستة أشهر.
فالثروة الحيوانية في السودان تعدّ من الموارد الاقتصادية المهمة وتتفوق على جميع الموارد الأخرى كالبترول والمعادن لما تتميز به من الخواص التالية:
• مورد متجدد لا ينضب.
• ينتج سلعة (لحوم + ألبان) لا بديل لها ومهمة لتغذية الإنسان ولا يستغني عنها مطلقاً.
• مورد اقتصادي مهم منتشر على مساحة شاسعة بالبلاد وليس له موقع محدد قابل للتدمير من الأعداء.
ويُقترح تطوير الاستثمار في تسمين الماشية بالسودان بالطرق العلمية من ناحية التغذية والرعاية والتسكين باستخدام ما هو متوفر حالياً من سلالات بالأسواق، ثم توضع خطة استثمارية إستراتيجية للتطور تضع في اعتبارها النقاط التالية:
• إنشاء المزارع الرعوية.
• برنامج للانتخاب من السلالات المحلية المختلفة لتطوير الإنتاجية.
• البحث لإيجاد سلالات مركبة بالنسبة للأبقار في مجال التسمين (synthetic breed).
ولتغذية الماشية للتسمين تتكون الأعلاف المقدمة للمجترات من جزءين هي الأعلاف الخشنة (> 16% ألياف) والأعلاف المركزة بطاقة ممثلة > 9 ميجاجول/كجم مادة جافة وبروتين 12-16%. وتقدم هذه الجزيئيات العلفية للحيوان حسب النسب التالية من جملة ما يتناوله من العلف:
(علف مركز < 80% - علف خشين > 20%)
وبما أن السودان به من المخلفات الصناعية والزراعية ما يزيد على (22) مليون طن، خاصة مخلفات صناعة السكر (5.85 مليون طن) ومخلفات مصانع الزيوت، بالإضافة لمخلفات المحاصيل النقدية الأخرى فإن هنالك أهمية للاهتمام بهذه المخلفات واستخدامها في تغذية ماشية التسمين. ولكن ذلك يقتضي الاهتمام بالتقنيات التالية:
• المعالجات الكيميائية لبعض المخلفات لتحسين جودتها الغذائية.
• المعالجات الميكانيكية كالتقطيع والتحزيم لتخفيض تكلفة ترحيلها وأيضاً تحسين قيمتها الغذائية.
• الاهتمام بالتركيبات العلمية الصحيحة للأعلاف المقدمة للحيوان عن طريق الإرشاد والتدريب للمنتجين.
خلاصة الموضوع، مما تقدم يتضح أن تطوير قطاع الإنتاج الحيوان والاستثمار الأمثل فيه يحتاج لتطبيق النقاط التالية:
• الاهتمام بالبحث العلمي، الإرشاد والتدريب.
• تشجيع خريجي البيطرة والإنتاج الحيواني للعمل الاستثماري في هذا المجال.
• الاهتمام وتشجيع صناعة الأعلاف والاستثمار فيها.
• تحسين المراعي وطرق الاستفادة القصوى منها.
• الاستخدام الأمثل لمخلفات المحاصيل والتصنيع الزراعي في أعلاف الحيوان.
مجلة مذاق خاص-الفصل الثاني 2018
الاستثمار في تسمين الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء بالسودان
بروفيسور عمر عبد الرحيم الخضر
عدد الفصل الثاني 2018
مقدمة:
قطاع الثروة الحيوانية بالسودان يمتلك (105.4) مليون رأس من الماشية (أبقار + أغنام + ماعز + جمال) تقدر بحوالي (43) مليون وحدة حيوانية (الوحدة الحيوانية = 250 كجم). وهذا القطاع تقريباً يعيش في ظروف تقليدية يعتمد فيها أساساً على المراعي الطبيعية، وما يتوفر له سنوياً من الأعلاف من المصادر المختلفة تقدر بحوالي (108.1) مليون طن (أنظر الشكل أدناه)، علماً بأن القطاع يحتاج فعلياً تقريباً إلى (122.5) مليون طن. وعليه، فإن النقص السنوي يقدر بحوالي (14.4) مليون طن من الأعلاف.. لذلك السلالات المختلفة من الماشية السودانية من الناحية الغذائية وأيضاً التربوية لم تتح لها الفرصة الحقيقية لتوضيح كوامنها الوراثية الإنتاجية خاصة في مجال التسمين وإنتاج اللحوم الحمراء. وحسب التجارب العديدة التي أجريت لتسمين العجول من أنواع البقارة والكنانة والبطانة فإنها ذات إنتاجية جيدة بالرغم من أنها تؤخذ من أسواق الماشية للتسمين. أما الأغنام السودانية من الحمري والكباشي والدباسي والبلدي فإنها ذات إنتاجية ممتازة مقارنة بالسلالات العالمية خاصة إذا تم انتخابها وتربيتها من الميلاد وحتى الفطام ثم التسمين بالطرق العلمية الصحيحة. فوزن الميلاد للحمل يتراوح بين (3) إلى (6) كجم، والوزن النهائي لتسمين الحملان حوالي (40) كجم في عمر لا يتجاوز الستة أشهر.
فالثروة الحيوانية في السودان تعدّ من الموارد الاقتصادية المهمة وتتفوق على جميع الموارد الأخرى كالبترول والمعادن لما تتميز به من الخواص التالية:
• مورد متجدد لا ينضب.
• ينتج سلعة (لحوم + ألبان) لا بديل لها ومهمة لتغذية الإنسان ولا يستغني عنها مطلقاً.
• مورد اقتصادي مهم منتشر على مساحة شاسعة بالبلاد وليس له موقع محدد قابل للتدمير من الأعداء.
ويُقترح تطوير الاستثمار في تسمين الماشية بالسودان بالطرق العلمية من ناحية التغذية والرعاية والتسكين باستخدام ما هو متوفر حالياً من سلالات بالأسواق، ثم توضع خطة استثمارية إستراتيجية للتطور تضع في اعتبارها النقاط التالية:
• إنشاء المزارع الرعوية.
• برنامج للانتخاب من السلالات المحلية المختلفة لتطوير الإنتاجية.
• البحث لإيجاد سلالات مركبة بالنسبة للأبقار في مجال التسمين (synthetic breed).
ولتغذية الماشية للتسمين تتكون الأعلاف المقدمة للمجترات من جزءين هي الأعلاف الخشنة (> 16% ألياف) والأعلاف المركزة بطاقة ممثلة > 9 ميجاجول/كجم مادة جافة وبروتين 12-16%. وتقدم هذه الجزيئيات العلفية للحيوان حسب النسب التالية من جملة ما يتناوله من العلف:
(علف مركز < 80% - علف خشين > 20%)
وبما أن السودان به من المخلفات الصناعية والزراعية ما يزيد على (22) مليون طن، خاصة مخلفات صناعة السكر (5.85 مليون طن) ومخلفات مصانع الزيوت، بالإضافة لمخلفات المحاصيل النقدية الأخرى فإن هنالك أهمية للاهتمام بهذه المخلفات واستخدامها في تغذية ماشية التسمين. ولكن ذلك يقتضي الاهتمام بالتقنيات التالية:
• المعالجات الكيميائية لبعض المخلفات لتحسين جودتها الغذائية.
• المعالجات الميكانيكية كالتقطيع والتحزيم لتخفيض تكلفة ترحيلها وأيضاً تحسين قيمتها الغذائية.
• الاهتمام بالتركيبات العلمية الصحيحة للأعلاف المقدمة للحيوان عن طريق الإرشاد والتدريب للمنتجين.
خلاصة الموضوع، مما تقدم يتضح أن تطوير قطاع الإنتاج الحيوان والاستثمار الأمثل فيه يحتاج لتطبيق النقاط التالية:
• الاهتمام بالبحث العلمي، الإرشاد والتدريب.
• تشجيع خريجي البيطرة والإنتاج الحيواني للعمل الاستثماري في هذا المجال.
• الاهتمام وتشجيع صناعة الأعلاف والاستثمار فيها.
• تحسين المراعي وطرق الاستفادة القصوى منها.
• الاستخدام الأمثل لمخلفات المحاصيل والتصنيع الزراعي في أعلاف الحيوان.
مجلة مذاق خاص-الفصل الثاني 2018
استاذي الجليل بروفيسور عمر عبد الرحيم الخضر. كبسولة علمية متميزة واشارة هامة لفرص استثمارية متميزة. ربنا يجعلها في ميزان حسناتك. ويهدى ولاة امرنا لجادة الطريق نحو استثمار امكانات السودان المهولة والبعد عن هذه التبعية المقيتة
ردحذف