طارق كبلو يحكي لمذاق خاص:
عدس "إسكندراني"
مجلة "مذاق خاص"
سعيد جداً بما ساقتني إليه تصاريف الحياة التي دفعت بي منتصف الثمانينيات إلى شاطئ البحر المتوسط في مدينة الإسكندرية لدراسة القانون. ومكمن السعادة يبدأ من جمال وروعة المدينة، ولم ينته بمن التقيتهم وزاملتهم أربع سنوات، ليتها امتدت "كمان وكمان".
محمد الأمين التجاني ( ابوالعواتك ) درس إدارة الاعمال وعشق الفنون ولبس جلباب التصوف، واحد من كثيرين ما زلت أحفظ لهم كثير ود وتقدير..
أما هو فكان ملجأي كلما ضاقت عليّ الأخلاق.. أقتحم شقته ليلاً حاملاً صحن طعام ورغيفاً في يدي.. والطعام لم يكن سوى كيس عدس فاخر.. يفتح الباب ونصرخ بها معاً: (عدس......).
لا أعرف كيف تعلمت أن أصنع عدساً متميزاً (وربما لم يكن كذلك بل كان طشاشاً في بلد عميان)، لأني بالتحديد لم أكتشف هذه الموهبة إلا في الإسكندرية!
ما أعرفه أني أجيد فن (السرقة بالنظر )، حين كنت أراقب أمي، أنزل الله عليها شآبيب رحمته، وكيف تمنح كل نوع من الأطعمة مذاقاً يختلف عنه في أي مكان آخر (وده عادي طبعاً مما يتسبب في المشكلة ويكاد أن يفرق بين المرء وزوجه.. ما زي طبيخ أمي). غير أن اجتهادات "العزابة" في صنع الطعام مشهودة وخرّجت الكثير من الأفذاذ في هذا المضمار، فهي معمل تجارب، تضرب "الحلة" مرات كثيرة حتى يكتب الله للناس لقمة طيبة، وبعدها يعمل فيها الشيف كبلو.
أعود لـ"حلّة العدس" وقد أضفنا إليها كل ما يمكن إضافته مع العدس ليخرج بنكهة رائعة و(مذاق خاص) وقد تركناها على نار الأشواق، فأنا أستمتع برائحتها الآن وصديقي (نجاتي) قد تلوى من الجوع، وغمرنا نفوسنا بسمن جميل وتداعيات وحكايات ودندنة أغانٍ لتفور مشاعرنا قبل "حلّة العدس" التي نختم بها ليلة من ليالي رائعة لا تزال عالقة بالذاكرة.
مجلة " مذاق خاص"
بانوراما ٢٠٢٠
عدس "إسكندراني"
مجلة "مذاق خاص"
سعيد جداً بما ساقتني إليه تصاريف الحياة التي دفعت بي منتصف الثمانينيات إلى شاطئ البحر المتوسط في مدينة الإسكندرية لدراسة القانون. ومكمن السعادة يبدأ من جمال وروعة المدينة، ولم ينته بمن التقيتهم وزاملتهم أربع سنوات، ليتها امتدت "كمان وكمان".
محمد الأمين التجاني ( ابوالعواتك ) درس إدارة الاعمال وعشق الفنون ولبس جلباب التصوف، واحد من كثيرين ما زلت أحفظ لهم كثير ود وتقدير..
أما هو فكان ملجأي كلما ضاقت عليّ الأخلاق.. أقتحم شقته ليلاً حاملاً صحن طعام ورغيفاً في يدي.. والطعام لم يكن سوى كيس عدس فاخر.. يفتح الباب ونصرخ بها معاً: (عدس......).
لا أعرف كيف تعلمت أن أصنع عدساً متميزاً (وربما لم يكن كذلك بل كان طشاشاً في بلد عميان)، لأني بالتحديد لم أكتشف هذه الموهبة إلا في الإسكندرية!
ما أعرفه أني أجيد فن (السرقة بالنظر )، حين كنت أراقب أمي، أنزل الله عليها شآبيب رحمته، وكيف تمنح كل نوع من الأطعمة مذاقاً يختلف عنه في أي مكان آخر (وده عادي طبعاً مما يتسبب في المشكلة ويكاد أن يفرق بين المرء وزوجه.. ما زي طبيخ أمي). غير أن اجتهادات "العزابة" في صنع الطعام مشهودة وخرّجت الكثير من الأفذاذ في هذا المضمار، فهي معمل تجارب، تضرب "الحلة" مرات كثيرة حتى يكتب الله للناس لقمة طيبة، وبعدها يعمل فيها الشيف كبلو.
أعود لـ"حلّة العدس" وقد أضفنا إليها كل ما يمكن إضافته مع العدس ليخرج بنكهة رائعة و(مذاق خاص) وقد تركناها على نار الأشواق، فأنا أستمتع برائحتها الآن وصديقي (نجاتي) قد تلوى من الجوع، وغمرنا نفوسنا بسمن جميل وتداعيات وحكايات ودندنة أغانٍ لتفور مشاعرنا قبل "حلّة العدس" التي نختم بها ليلة من ليالي رائعة لا تزال عالقة بالذاكرة.
مجلة " مذاق خاص"
بانوراما ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق