البليلة
في جنوب السودان
مجلة " مذاق خاص"
تعدّ البليلة الغذاء الرئيسي مضاف إليها كبار الأسماك التي تطبخ مع ذرة الفتريتة ولا يحتاجون للخبز أو الكسرة لطبيعة الحياة والتنقل، ويتناولونها بالأصداف والمحار بدلاً عن الملاعق، وغالباً يتم طبخها على ضفاف النيل، وتتفنن قبيلة الشلك في طبخ السمك بالذرة وهي أعظم وجباتهم ويسمونها "الولوولو" وتجتمع الأسرة حول قدح "الولوولو" وكل يحمل صدفته ويغرف نصيبه وهم في قمة الانتشاء ويترنمون بأغاني الصيد والفراسة.
بليلة الشلك "الولوولو"
تصنع من ذرة الفتريتة بعد طحن وسحن حبات الذرة بـ"المُرحاكة" أو الطاحونة، وفي الغالب الأعم تطحن جيداً بالمُرحاكة.. و"المُرحاكة" عبارة عن حجر مستطيل صلب ضخم ومنحوت بعمق معقول مثبت على الأرض توضع عليه حبات الذرة ويمرر عليه حجر صلب يسمى "ود المرحاكة" وتبدأ عملية السحق والسحن وتستمر حتى يصير العيش دقيقاً، يوضع في طنجرة بها ماء ساخن وينضج في هيئة عصيدة، تبرد العصيدة ويتم تصنيعها باليد وبعض أعود الشجر وتقطع في حجم حبة الأرز المطهوة، تعرض الكمية على صينية تحت الشمس والهواء لتقوى وتتماسك جيداً، وفي موقد آخر يطبخ حساء من كبار السمك وغالباً ما تكون الفريسة من ضخام الحيتان لاكتنازها باللحوم والشحوم، ونجد أن كل الأسرة تشارك في التصنيع، ورب الأسرة ينزوي يدخن تبغاً محلياً وينفس دخاخين الكدوس ويدندن بأغاني الفراسة والصيد تشاركه الأم ترديداً ورقصاً، وحينما يقترب نضج الحساء يُصب مصنوع الذرة على الطبخة ويتبل ويتم إطفاء النار ويستعد الجميع والكل أحضر محارته وصدفته ويبدأون بالتهام الوليمة كاملة الدسم التي تحوي كل الفيتامينات والبروتينات.
بحث: فخر الدين صالح حميدة
إعداد: الشيف إسعاد العبيد
مجلة " مذاق خاص"
رمضان ٢٠٢٠
في جنوب السودان
مجلة " مذاق خاص"
تعدّ البليلة الغذاء الرئيسي مضاف إليها كبار الأسماك التي تطبخ مع ذرة الفتريتة ولا يحتاجون للخبز أو الكسرة لطبيعة الحياة والتنقل، ويتناولونها بالأصداف والمحار بدلاً عن الملاعق، وغالباً يتم طبخها على ضفاف النيل، وتتفنن قبيلة الشلك في طبخ السمك بالذرة وهي أعظم وجباتهم ويسمونها "الولوولو" وتجتمع الأسرة حول قدح "الولوولو" وكل يحمل صدفته ويغرف نصيبه وهم في قمة الانتشاء ويترنمون بأغاني الصيد والفراسة.
بليلة الشلك "الولوولو"
تصنع من ذرة الفتريتة بعد طحن وسحن حبات الذرة بـ"المُرحاكة" أو الطاحونة، وفي الغالب الأعم تطحن جيداً بالمُرحاكة.. و"المُرحاكة" عبارة عن حجر مستطيل صلب ضخم ومنحوت بعمق معقول مثبت على الأرض توضع عليه حبات الذرة ويمرر عليه حجر صلب يسمى "ود المرحاكة" وتبدأ عملية السحق والسحن وتستمر حتى يصير العيش دقيقاً، يوضع في طنجرة بها ماء ساخن وينضج في هيئة عصيدة، تبرد العصيدة ويتم تصنيعها باليد وبعض أعود الشجر وتقطع في حجم حبة الأرز المطهوة، تعرض الكمية على صينية تحت الشمس والهواء لتقوى وتتماسك جيداً، وفي موقد آخر يطبخ حساء من كبار السمك وغالباً ما تكون الفريسة من ضخام الحيتان لاكتنازها باللحوم والشحوم، ونجد أن كل الأسرة تشارك في التصنيع، ورب الأسرة ينزوي يدخن تبغاً محلياً وينفس دخاخين الكدوس ويدندن بأغاني الفراسة والصيد تشاركه الأم ترديداً ورقصاً، وحينما يقترب نضج الحساء يُصب مصنوع الذرة على الطبخة ويتبل ويتم إطفاء النار ويستعد الجميع والكل أحضر محارته وصدفته ويبدأون بالتهام الوليمة كاملة الدسم التي تحوي كل الفيتامينات والبروتينات.
بحث: فخر الدين صالح حميدة
إعداد: الشيف إسعاد العبيد
مجلة " مذاق خاص"
رمضان ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق