رمضان إسكندراني
زوايا النوستالجيا الإسكندرانية متعددة وعميقة بعمق دفء ذكرى أيام دراستنا الجامعية هناك، التي أتاحت لنا إضافة للعلوم والمعارف تجربة اجتماعية ثرة بذلك التداخل العميق مع المجتمع المصري الزاخر بالتنوع المزاجي، المتوزع بين من هو فكاهي ساخر ووقور متدين ونكد مزعج والمثقف الهادئ المستنير، إلا أن الشخصية المصرية أو ابن البلد كما يقولون في الأعم الغالب هو لون طيف من كل ذلك حسب درجة التعليم والمكان وتأثيره الثقافي.. فمثلاً تلحظ اختلاف المزاج الاجتماعي بين زملاء الدراسة في الدفعة بين من هو في المدينة والذي هو من الضواحي أو القرى الصغيرة والفلاحين، إلا أنه من المؤكد أننا كنا أكثر حظاً من بقية المبتعثين في ذلك الزمان أن حظينا بمحبوبتنا الإسكندرية وأهلها الطيبين، فكان حقاً ما تقوله الذاكرة الشعبية الإسكندرانية:
إسكندرية مريا
جوها سعدان
وترابها زعفران
لذا كانت قبلة السياح والمصيفين، بل من أشهر المصايف في هذا الجزء من العالم. ولقد عرفتها الأسر السودانية مبكراً هروباً من طقس السودان خاصة في الشهر الفضيل، وكان مألوفاً لنا كطلبة رؤية هذه الأسر في الجوار ومحطات الترام، وبالتأكيد في محطة (الرمل) وسط المدينة، وكنت من المحظوظين إذ كانت خالتي العزيزة (أم الحسن)- رحمها الله- وأسرتها من المترددين على الإسكندرية سنوياً، وكانت سعادتي غامرة بذلك لتعويض الجو العائلي، وكذلك تعويضاً استثنائياً من الوجبات الدسمة هروباً من تقشف (الميز) في شقة السكن التي تتشاركها كل مجموعة من الطلاب إيجاراً، و ميز الشقة لأجيال الذين درسوا في مصر فن متوارث، تعلمت منه أجيال الطلبة حسن إدارة الموارد المحدودة وإحسان الإمداد الغذائي المستمر طوال الشهر لأعضاء الشقة، وتقسيم العمل في المطبخ وفقاً لجدول معلن ومتفق عليه ومبرمج على جداول المحاضرات للكل، ويشمل إضافة إلى الطبخ النظافة اليومية وغسيل الأواني، ولا أزال أتذكر تلك الحكمة المكتوبة على ورقة معلقة في بعض شقق الطلبة أعلى حوض الغسيل بالمطبخ (الماعون اللين غسيلو هين)، ولو أحسن أجيال الخريجين إدارة الشأن العام للبلد من بعد بمثل ما كانوا يفعلون في إدارة ميز الشقة من تجويد وإدارة لكنا في مصاف الدول المتقدمة، فيتم الاهتمام بميزانيته في رمضان ويُدعّم بموارد إضافية لشراء الاحتياجات الرمضانية المختلفة كفراخ (الجمعية) وغيره.. وفراخ الجمعية في ذلك الزمان سارت بسيرته الركبان لا سيما ذهبيات نجمنا المفضل الكوميديان عادل إمام الذي حضرنا عرضه الحي الأول لمسرحية (الواد سيد الشغال) على مسرح السلام المجاور لنا على البحر.. وكانت بعض شقق الطلاب تنافس بعض شقق الطالبات في الأداء بالمطبخ، إلا أن شققهن كالعادة كانت أكثر ترتيباً ونظاماً.
وأول دهشة لنا في الإسكندرية في رمضان استعدادات أهلها لاستقباله باحتفاء وفرح أصيل، حيث يتعاون الصغار والكبار في تزيين الشارع بالإضاءة بسلسلة طويلة من الأنوار الملونة من شرفة شقة إلى أخرى عبر الشارع، والأيقونة الرمضانية المحببة فوانيس رمضان، وبعض قصاصات القماش الصغيرة الملونة والمزركشة ليصير الشارع كله أشبه بمهرجان، وهو بالفعل كذلك في مصر المحروسة، وهي تقاليد راتبة في كل الأحياء التي سكنا فيها بلا استثناء.
حي (الأزريطة) الإسكندراني الجميل القريب من محطة (الرمل) هو بمثابة دياري الإسكندرانية، حيث سكنت فيه ثلاث سنوات متواصلة في نفس الشقة في شارع (مصطفى محمد إسماعيل) متفرع من شارع (شامبليون) الشهير، وهو حي هادئ يسكن فيه أيضاً عدد من أصحاب الأصول الإغريقية، وفيه (شوقي) صاحب المحل الصغير الذي كان صديقاً لمجموعتنا وأعداد مقدرة من الطلبة، فلقد كان نشطاً في مساعدتنا في صرف العملات، وتطورت العلاقة الأسرية بيننا وإخوانه، فكان الملاذ النقدي عند انقطاع المصاريف أو حدوث طارئ ويتم السداد عند التحويل.
ومشوار الاحتياجات الرمضانية اليومية من أكثر اللحظات من بعد وقت صلاة العصر وهي المتعة الحقيقية، ويبدأ من السلام على عم عبده البواب النوبي الخلوق والسؤال عن يوم الصيام، والردود الشفاهية المصرية التي صبغت بالإيمان ومحبة النبي صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه وآله، وسرعان ما يأتيك صياح شوقي عبر الشارع (يا محمد اليمين عامل أيه مع رمضان)، وكان ينطق اسم الأمين هكذا.. ويأتيك صوت تلاوة القرآن الكريم ينساب من المحال في كل الشوارع، وندلف إلى محل (اللبان) المزدحم بالأصوات (والنبي ربع كيلو جبنة بيضاء) وصوت آخر (ربع بسطرمة) و(ثمن لانشون) و(نص دستة بيض وزبادي صغير).. وما يعجبني في الأخوة المصريين هي تلك الروح في عشق ما يمتهنون وتجويده، كصاحب المحل وهو يقطع قطع البسطرمة بتلك الماكينة الصغيرة وكأنه يعزف لحناً، ودهشة ترتيب أنواع الجبن والمخللات بطريقة تشتهيها الأنفس، وصوت القرآن الكريم في الخلفية والصلاة على النبي الأكرم مع كل جملة وفعل، وفي الغالب يكون هناك من جانبنا مشترٍ لصنف إضافي خارج الميزانية يعوض بسداد إضافي لاحقاً، ومن ثم ننطلق إلى المخبز.. وأفران الإسكندرية في رمضان هي الأخرى حكاية، وتبدأ استعداداتها مبكراً بنصب صيوان كبير خارجي لمنتجات الشهر الفضيل وأهمها الفطائر، بالإضافة إلى الكنافة وأنواع مختلفة من الخبز كالفرنسي الطويل وغيرها من الحلويات الشهية.
وتنتشر في الإسكندرية أسماء لامعة من الحلوانية كمنوليدس الراقي، والحلبي صاحب الهريسة في محطة (الرمل)، وفينو الشهير الذي كان خيار الطلبة لانخفاض أسعاره، وغيرهم من الأسماء اللامعة في ذلك الوقت.. وحكايتنا مع مشوار شراء القطائف اليومي ليس لعشق خاص بها كتحلية، بل كنا نستخدمها في ذلك الوقت كبديل لـ(العصيدة) أو (القُراصة) في الصحن الأساسي اليومي لـ(التقلية) أو (النعيمية)، حيث يكون في كل شقة من يبرع في إعدادهما، كما يحتفظ بموادهما الخام التي تكون قد أُحضرت خصيصاً من السودان أول العام وتستخدم من حين لآخر أيام الجمع إشباعاً لأشواق الديار، على أن الحصة الكبرى منها تُخزّن لشهر رمضان.
أصحاب المقاهي التقليدية يكونون في ذلك الوقت يجهزون المكان أمام كل قهوة، ويطلق عليها كذلك (بورصة)، للجلسات بترتيب معين لخدمة وجبة الإفطار، وينشط صبيان القهوة في تزيين المكان وترتيبه ورش الأرضيات، على أن المحطة الأهم كانت عربة الفول التي تتخذ من تقاطع شارع (شامبليون) مع جامع القائد إبراهيم مكاناً مؤقتاً، وعربة الفول هي بمثابة (عرش ملوكي) للسيد الفول يُقدّم فيها بفخامة و(قِدرة) الفول تتوسط العربة ومحاطة بإكسسوارات الإضافات الملونة من الزيت والخلطات المختلفة ورائحته الشهية تعبق في الأجواء، ولابد من المرور كذلك على الفوال لغرض آخر مهم مرتبط بالفول وتوأم له وهي (الفلافل) التي تتسلمها ساخنة من "الصاج" مباشرة.
المساجد في رمضان انتعاش روحي متجدد في سيدنا المرسي أبو العباس أو سيدي ياقوت العرش أو سيدي جابر وجامع القائد إبراهيم وفرش الصلوات يغطي كل الشوارع الجانبية، وتلاوة القرآن قبل الصلوات وبعدها من المقرئين وتجاوب المستمعين تهليلاً وصلاة على النبي الكريم، ومشاوير بعد الصلوات على الكورنيش للأسر والأصدقاء بعد وجبة إفطار (حرشة)، وكذلك الترفيه والمسلسلات الرمضانية التي كنا نعايش التنافس فيها مبكراً من قبل ظهور الفضائيات.. وكان الحدث الرمضاني الأبرز هو (فوازير رمضان) ومن يقدمها كل عام، إلا أن شيريهان كانت الأبرز بلا منازع.. وتتواصل دهشة اليوم الرمضاني حتى المسحراتي وأذان الفجر.
إن الإسكندرية مدينة أثيرة، استوطنت دواخلنا فسكنتنا وأصبحت وجداناً وعشقاً، والأهم قبلة رمضانية دائمة وصلاً ومعايشة لقصة حياتنا.
محمد امين ابو العواتك.
زوايا النوستالجيا الإسكندرانية متعددة وعميقة بعمق دفء ذكرى أيام دراستنا الجامعية هناك، التي أتاحت لنا إضافة للعلوم والمعارف تجربة اجتماعية ثرة بذلك التداخل العميق مع المجتمع المصري الزاخر بالتنوع المزاجي، المتوزع بين من هو فكاهي ساخر ووقور متدين ونكد مزعج والمثقف الهادئ المستنير، إلا أن الشخصية المصرية أو ابن البلد كما يقولون في الأعم الغالب هو لون طيف من كل ذلك حسب درجة التعليم والمكان وتأثيره الثقافي.. فمثلاً تلحظ اختلاف المزاج الاجتماعي بين زملاء الدراسة في الدفعة بين من هو في المدينة والذي هو من الضواحي أو القرى الصغيرة والفلاحين، إلا أنه من المؤكد أننا كنا أكثر حظاً من بقية المبتعثين في ذلك الزمان أن حظينا بمحبوبتنا الإسكندرية وأهلها الطيبين، فكان حقاً ما تقوله الذاكرة الشعبية الإسكندرانية:
إسكندرية مريا
جوها سعدان
وترابها زعفران
لذا كانت قبلة السياح والمصيفين، بل من أشهر المصايف في هذا الجزء من العالم. ولقد عرفتها الأسر السودانية مبكراً هروباً من طقس السودان خاصة في الشهر الفضيل، وكان مألوفاً لنا كطلبة رؤية هذه الأسر في الجوار ومحطات الترام، وبالتأكيد في محطة (الرمل) وسط المدينة، وكنت من المحظوظين إذ كانت خالتي العزيزة (أم الحسن)- رحمها الله- وأسرتها من المترددين على الإسكندرية سنوياً، وكانت سعادتي غامرة بذلك لتعويض الجو العائلي، وكذلك تعويضاً استثنائياً من الوجبات الدسمة هروباً من تقشف (الميز) في شقة السكن التي تتشاركها كل مجموعة من الطلاب إيجاراً، و ميز الشقة لأجيال الذين درسوا في مصر فن متوارث، تعلمت منه أجيال الطلبة حسن إدارة الموارد المحدودة وإحسان الإمداد الغذائي المستمر طوال الشهر لأعضاء الشقة، وتقسيم العمل في المطبخ وفقاً لجدول معلن ومتفق عليه ومبرمج على جداول المحاضرات للكل، ويشمل إضافة إلى الطبخ النظافة اليومية وغسيل الأواني، ولا أزال أتذكر تلك الحكمة المكتوبة على ورقة معلقة في بعض شقق الطلبة أعلى حوض الغسيل بالمطبخ (الماعون اللين غسيلو هين)، ولو أحسن أجيال الخريجين إدارة الشأن العام للبلد من بعد بمثل ما كانوا يفعلون في إدارة ميز الشقة من تجويد وإدارة لكنا في مصاف الدول المتقدمة، فيتم الاهتمام بميزانيته في رمضان ويُدعّم بموارد إضافية لشراء الاحتياجات الرمضانية المختلفة كفراخ (الجمعية) وغيره.. وفراخ الجمعية في ذلك الزمان سارت بسيرته الركبان لا سيما ذهبيات نجمنا المفضل الكوميديان عادل إمام الذي حضرنا عرضه الحي الأول لمسرحية (الواد سيد الشغال) على مسرح السلام المجاور لنا على البحر.. وكانت بعض شقق الطلاب تنافس بعض شقق الطالبات في الأداء بالمطبخ، إلا أن شققهن كالعادة كانت أكثر ترتيباً ونظاماً.
وأول دهشة لنا في الإسكندرية في رمضان استعدادات أهلها لاستقباله باحتفاء وفرح أصيل، حيث يتعاون الصغار والكبار في تزيين الشارع بالإضاءة بسلسلة طويلة من الأنوار الملونة من شرفة شقة إلى أخرى عبر الشارع، والأيقونة الرمضانية المحببة فوانيس رمضان، وبعض قصاصات القماش الصغيرة الملونة والمزركشة ليصير الشارع كله أشبه بمهرجان، وهو بالفعل كذلك في مصر المحروسة، وهي تقاليد راتبة في كل الأحياء التي سكنا فيها بلا استثناء.
حي (الأزريطة) الإسكندراني الجميل القريب من محطة (الرمل) هو بمثابة دياري الإسكندرانية، حيث سكنت فيه ثلاث سنوات متواصلة في نفس الشقة في شارع (مصطفى محمد إسماعيل) متفرع من شارع (شامبليون) الشهير، وهو حي هادئ يسكن فيه أيضاً عدد من أصحاب الأصول الإغريقية، وفيه (شوقي) صاحب المحل الصغير الذي كان صديقاً لمجموعتنا وأعداد مقدرة من الطلبة، فلقد كان نشطاً في مساعدتنا في صرف العملات، وتطورت العلاقة الأسرية بيننا وإخوانه، فكان الملاذ النقدي عند انقطاع المصاريف أو حدوث طارئ ويتم السداد عند التحويل.
ومشوار الاحتياجات الرمضانية اليومية من أكثر اللحظات من بعد وقت صلاة العصر وهي المتعة الحقيقية، ويبدأ من السلام على عم عبده البواب النوبي الخلوق والسؤال عن يوم الصيام، والردود الشفاهية المصرية التي صبغت بالإيمان ومحبة النبي صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه وآله، وسرعان ما يأتيك صياح شوقي عبر الشارع (يا محمد اليمين عامل أيه مع رمضان)، وكان ينطق اسم الأمين هكذا.. ويأتيك صوت تلاوة القرآن الكريم ينساب من المحال في كل الشوارع، وندلف إلى محل (اللبان) المزدحم بالأصوات (والنبي ربع كيلو جبنة بيضاء) وصوت آخر (ربع بسطرمة) و(ثمن لانشون) و(نص دستة بيض وزبادي صغير).. وما يعجبني في الأخوة المصريين هي تلك الروح في عشق ما يمتهنون وتجويده، كصاحب المحل وهو يقطع قطع البسطرمة بتلك الماكينة الصغيرة وكأنه يعزف لحناً، ودهشة ترتيب أنواع الجبن والمخللات بطريقة تشتهيها الأنفس، وصوت القرآن الكريم في الخلفية والصلاة على النبي الأكرم مع كل جملة وفعل، وفي الغالب يكون هناك من جانبنا مشترٍ لصنف إضافي خارج الميزانية يعوض بسداد إضافي لاحقاً، ومن ثم ننطلق إلى المخبز.. وأفران الإسكندرية في رمضان هي الأخرى حكاية، وتبدأ استعداداتها مبكراً بنصب صيوان كبير خارجي لمنتجات الشهر الفضيل وأهمها الفطائر، بالإضافة إلى الكنافة وأنواع مختلفة من الخبز كالفرنسي الطويل وغيرها من الحلويات الشهية.
وتنتشر في الإسكندرية أسماء لامعة من الحلوانية كمنوليدس الراقي، والحلبي صاحب الهريسة في محطة (الرمل)، وفينو الشهير الذي كان خيار الطلبة لانخفاض أسعاره، وغيرهم من الأسماء اللامعة في ذلك الوقت.. وحكايتنا مع مشوار شراء القطائف اليومي ليس لعشق خاص بها كتحلية، بل كنا نستخدمها في ذلك الوقت كبديل لـ(العصيدة) أو (القُراصة) في الصحن الأساسي اليومي لـ(التقلية) أو (النعيمية)، حيث يكون في كل شقة من يبرع في إعدادهما، كما يحتفظ بموادهما الخام التي تكون قد أُحضرت خصيصاً من السودان أول العام وتستخدم من حين لآخر أيام الجمع إشباعاً لأشواق الديار، على أن الحصة الكبرى منها تُخزّن لشهر رمضان.
أصحاب المقاهي التقليدية يكونون في ذلك الوقت يجهزون المكان أمام كل قهوة، ويطلق عليها كذلك (بورصة)، للجلسات بترتيب معين لخدمة وجبة الإفطار، وينشط صبيان القهوة في تزيين المكان وترتيبه ورش الأرضيات، على أن المحطة الأهم كانت عربة الفول التي تتخذ من تقاطع شارع (شامبليون) مع جامع القائد إبراهيم مكاناً مؤقتاً، وعربة الفول هي بمثابة (عرش ملوكي) للسيد الفول يُقدّم فيها بفخامة و(قِدرة) الفول تتوسط العربة ومحاطة بإكسسوارات الإضافات الملونة من الزيت والخلطات المختلفة ورائحته الشهية تعبق في الأجواء، ولابد من المرور كذلك على الفوال لغرض آخر مهم مرتبط بالفول وتوأم له وهي (الفلافل) التي تتسلمها ساخنة من "الصاج" مباشرة.
المساجد في رمضان انتعاش روحي متجدد في سيدنا المرسي أبو العباس أو سيدي ياقوت العرش أو سيدي جابر وجامع القائد إبراهيم وفرش الصلوات يغطي كل الشوارع الجانبية، وتلاوة القرآن قبل الصلوات وبعدها من المقرئين وتجاوب المستمعين تهليلاً وصلاة على النبي الكريم، ومشاوير بعد الصلوات على الكورنيش للأسر والأصدقاء بعد وجبة إفطار (حرشة)، وكذلك الترفيه والمسلسلات الرمضانية التي كنا نعايش التنافس فيها مبكراً من قبل ظهور الفضائيات.. وكان الحدث الرمضاني الأبرز هو (فوازير رمضان) ومن يقدمها كل عام، إلا أن شيريهان كانت الأبرز بلا منازع.. وتتواصل دهشة اليوم الرمضاني حتى المسحراتي وأذان الفجر.
إن الإسكندرية مدينة أثيرة، استوطنت دواخلنا فسكنتنا وأصبحت وجداناً وعشقاً، والأهم قبلة رمضانية دائمة وصلاً ومعايشة لقصة حياتنا.
محمد امين ابو العواتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق