الجمعة، 26 أكتوبر 2018

خاطرات رمضان في زمان المهاجر

خاطرات رمضان فى زمان المهاجر
المحبوب عبد السلام
ثبوت شهر رمضان من اللحظات التى تعيد الي خواطرهم  سؤال : لماذا نحن هنا؟
ثم تبدأ المسبحة فى الكر، تسبيح المولى سبحانه وتعالى، تنزيهه تمجيده توقيره وصلوات النبي عليه السلام ، طيلة هذا الموسم الممتد لشهر الصوم، تحمل اليهم مع الذكر الذكريات، أيامهم الخوالى وهم يفع صغار يتحلقون حول الأهل فى موائد الإفطار، أسئلة النهار للكبار، لماذ هم عطشى وجوعى وما معنى الصوم، ثم ذكريات الصبا والشباب، الآذان له وقع عجيب  وأنت تذكره فى بلادٍ بلا مآذن أو هى صامتةٌ مآذنها، صلاة التروايح، الزينات والفوانيس وطبول السحر مع المسحر، مشهد الأهل والجيران، ورائحة المطعومات والمشروبات خاصة الشهر الكريم.
أيام الشتاء بنهارها القصير حتى كأنك تبحث عن معنى أن يكون الصوم تكليف وعبادة ذات مشقة، أيام الصيف بشمسها الساطعة أبداً كأنها لن تغيب، وأنت تخرج للعمل وتعود، ثم تخرج للحوانيت والأسواق الكبرى، وأنت تعاون من بالمبطخ، وأنت توالى متابعة برامج التلفاز فى بلدك هنا وفى بلادك هنالك، ثم أنت تنام لساعة وتصحو والشمس فى كبد السماء، الرجفة التى تعتريك بين يدى العشرة الأواخر وقد بلغ الانهاك بالجسد منتهاه ، ثم  الراحة الكبرى مع كوب القهوة ونشوة الصلاة، توافد الجموع الى صلاة التراويح وأصوات الأئمة التى تحملك كل يوم الى هناك، إجتماعات آخر الاسبوع فى المساجد والمنازل حول الموائد الحافلة بمالا يحصى ، والصلاة والانس وقد بلغت الامساك وآذن الفجر بطلوع.
ليلة القدر وليلة العيد وإضطراب العالم الاسلامى فى الاجماع على ميعاد وإضطراب المسلمون فى الغرب باضطرابهم وبزوع السؤال : لماذا نحن هنا ؟
العلاقة مع الآخر الذى يسأل ما رمضان؟ لماذا الصوم ساعات طويلة؟ الدهشة التى ترتسم على الوجوه عندما يعلمون أنه مستمر متصل ولمدة شهر كامل، التعاطف الانسانى النبيل عند من يعلمون خاصة ممن عاشوا سنوات بين المسلمين، والتعاطف حتى من الذين لم يعتادوه أو سمعوا به لأول مرة والذى يبلغ قمته عند من يصومون تعبيراً عن التضامن لأيام أو يكتفون بالماء فقط، تأتأة المسلمين عندما يفاجئهم الآخر بالسؤال عن حكمة ومغزى الصوم وهم يبحثون بجد واجتهاد عن المفردات فى اللغات الغربية التى يريدون تضمينها القليل الذى يعلمونه عن حكمة الصوم.
 التناقض الصارخ الذى أظهرته العشريتان الأخيرتان منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ والى اليوم، بين ملايين يصومون حتى عن الطعام والشراب وبين جماعة قليلة تتحدث بإسمهم ولا تتورع عن قتل الأبرياء بلا تمييز، وكيف هو الارهاب نقيض الصوم، مشهد الأسر المتضامنة والصلوات ذوات الصف المرصوص والقرآن ذى الذكر الذى يمس بالطمأنينة حتى من لا يعرف اللسان العربي، وأولئك الذين يقتحمون متجراً أو مطعماً أو مقهى أو ملهى ويقتلون كل من فيه. فرح المسلمين بسهر الصوم ومحنتهم فيه ورجائهم أن يصلح الله أمر دينهم وأمرهم مع الانسانية فى عالمها الرحيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق